قلي في أي مدينة تعيش اقل لك كيف تقود سيارتك

أغسطس 28, 2018 | تحقيقات

كثيرون لا يعرفون أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين فنون القيادة وبين البيئة التي يعيش فيها قائد السيارة ، حيث كشفت دراسة حديثة صادرة عن المركزالقومي للبحوث عن العلاقة الوثيقة ما بين قائد السيارة والمدينة التييعيش فيها ، الدراسة قام بها المهندس عصام الدين فريد خريج كلية الهندسة بجامعة القاهرة وقد كشفت العلاقة الوثيقة بين المدن وقيادة السيارات ، حيث ذكرت الدراسة أن المدن الكبيرة كالقاهرة والإسكندرية يتمتع سائقوها بالبراعة في فنون القيادة ، لكنها براعة عشوائية نتيجة الحالة المرورية التي يعيشها أهالي القاهرة من العشوائية ، وتختلف نوعية القيادة في المدن الكبرى من الصباح عن فترة المساء ، ففي فترة الصباح تقتصر فقط على الرجال ممن يعملون نهارا بينما يغيب قطاع كبير من الشباب عن القيادة نهارا إلا في فترة الدراسة ، وتختلف قيادة
الرجال كثيرا عن قيادة الشباب ، فقيادة الرجال والنساء تتسم بنوع من الهدوء النسبي في القيادة بينما يختلف الأمر ليلا عند الشباب الدائم في القيادة السريعة التي تصل أحيانا كثيرة إلى التهور ، نسبة حوادث الشباب ٧٥ ٪ كما تقول الإحصائية من إجمالي الحوادث المرورية التي تقع ، وسكان القاهرة ممن يقودون السيارات لهم دائما عدة بدائل للخروج من الزحام المروري الخانق المعتاد وهو ما يدل على وجود مهارة فائقة في فنون القيادة وكذلك الحال في سكان الإسكندرية ، ورصدت الدراسة كذلك أن قائدي السيارات من سكان المدن الساحلية أكثر هدوءا في قيادة السيارة وكذلك أكثر اتزانا ، ويتمتع قائدو سيارات المدن الساحلية بصفة هامة جدا غير متوفرة عند قائدي سيارات المدن الكبيرة وهي وجود الوقت الكافي والمناسب لاتخاذ القرار وقت القيادة وهو أمر غير موجود بالمرة في القاهرة ، فالطرق الهادئة البعيدة عن الزحام تعطي لقائد السيارة وقتاً كافياً لاتخاذ قراره ، لكن قائدي سيارات المدن المزدحمة عادة ما يكون تأخير اتخاذ القرار أو تنفيذه على الفور يؤثر بالسلب على القيادة ويسبب خسائر إما مادية أو خسائر في الوقت مثلا ، ثم إن قائدي سيارات المدن الساحلية بعيدون تماما عن االفات المرورية المعتادة كالسرعات العالية وكسر الإشارات أو نسيان حزام الأمان وغيرها ، والسبب يرجع إلى وجود كثافة قليلة للسيارات تجعل أي إشارة مرور لا تتوقف سوى دقيقة واحدة ، وكل قائدي السيارات يحترمون الإشارات بدون وجود عسكري المرور في نظام نادر حدوثه بالطبع داخل القاهرة ، ويتمتع كذلك قائدو سيارات المدن الساحلية بميزة كبرى وهي البعد عن مشاكل ركن السيارات حيث تتوفر أماكن كثيرة  في تلك البلاد نتيجة قلة السيارات بالنسبة إلى القاهرة وهو ما يمثل عبئاً كبيراً على قائدي السيارات ، وتطرقت الدراسة إلى شيء آخر وهو القيادة في الريف وفي الصعيد ، وذكرت أن عدداً كبيراً من قائدي السيارات هناك لم يتلقوا فنون القيادة بشكل كاف ، بل يعتمدون في الأساس على أشياء هامة وهي تعليم أنفسهم بأنفسهم ولذلك تجد معظم قيادتهم للسيارة تتم بشكل عشوائي ، لكنها تختلف باختلاف الأعمار ، حيث كبار السن يمتلكون مهارة عالية نتيجة الخبرة الطويلة بينما صغار السن يعانون من قلة الخبرة مع تفاوت في النسبة بالطبع ، وذكرت الدراسة كذلك أن على قمة أفضل قائدي السيارات هم سكان القاهرة ثم الإسكندرية يليهم المدن القريبة من القاهرة وتأتي مدينة مثل بورسعيد في الترتيب العاشر تليها الإسماعيلية ثم أسوان وهو أمر يدل على أن كثرة الإحتكاك في القيادة نتيجة عدد ساعات القيادة اليومية هي التي تعطي فرصة أكبر لتلقي فنون قيادة السيارة في حين أن مدينة مثل مرسى مطروح يعاني سكانها ممن يقودون السيارات لغياب الخبرة الكافية في فنون القيادة الداخلية إلا أنهم بارعون جدا في قيادة السيارات لمسافات بعيدة وأوضحت الدراسة كذلك أن نساء القاهرة والإسكندرية هن أصحاب خبرات الفنون القيادية أكثر بنسبة عالية من نساء المدن الأخرى . وقد ركزت الدراسة على نسب الحوادث وكذلك عدد الساعات التي يقضيها الرجل أو المرأة في قيادة السيارة حيث كان قائدو القاهرة أعلى نسبة بمعدل أربع ساعات يوميا في المتوسط بينما هناك مدن لا يتعدى معدل القيادة فيها نصف ساعة تقريبا ، وحقيقة الأمر أن مدينتك تحدد قيادتك.